جريمة مطعم الشرق وملهى الكروان.
في ليلة دامية تضاف الى سجل العنف العشوائي ضد المدنيين في سوريا، اهتزت العاصمة دمشق على وقع جريمتين بشعتين تكشفان عن مدى التدهور الأمني والفلتان المستشري. ففي ملهى الكروان، وفي ساعة متأخرة، أزهقت ارواح مدنية بريئة، حيث قتلت إمرأتان لم يذكر اسماؤهما، وأصيب أخرون بجروح، في مشهد يعكس استباحة الدماء وعدم القدرة على توفير الأمن للمواطنين حتى في أماكن يفترض أنها للترفيه.
 |
| الهجوم على مطعم ليالي الشرق وملهى الكروان. |
أما قضية مطعم "ليالي الشرق"، التي حدثت قبل أسبوع من تداول الفيديو كما ورد، فتسلط الضوء على وجه أخر من أوجه الفساد والفوضى، حيث تُثار إتهامات خطيرة تتعلق بأنشطة مسلحة غير قانونية وتواطؤ محتمل، مما يثير القلق بشأن تطبيق القانون وحماية المجتمع من الجريمة الممنهجة. هاتان الواقعتان، مؤشرين خطيرين على إستمرار حالة الإنفلات الأمني التي تعيشها سوريا عموماً ودمشق على وجه الخصوص، وتستدعيان وقفة جادة ومحاسبة للمقصرين و تغييراً جذرياً في طريقة إدارة الأمن وحماية أرواح المواطنين وحرياتهم.
جريمة مروعة في ملهى الكروان واعتداء سافر بحق المدنيين.
في قلب دمشق تحولت ليلة ترفيهية في ملهى الكروان الى فاجعة دامية، حيث ازهقت ارواح نساء و أصيب آخرون بجروح نتيجة عمل اجرامي مشين. هذا الاعتداء الهمجي، الذي اودى بحياة امرأتين كانتا متواجدتين في الملهى للإستمتاع بوقتهما، يكشف عن استهتار بحياة الناس وامنهم. إن هذا الفعل المدان يستوجب اقصى العقوبات على مرتكبيه، ويؤكد على ضرورة حماية حق الأفراد في التجمع والتعبير عن ذواتهم دون خوف أو ترويع.
اقتحام "ليالي الشرق" تعدٍ صارخ على الحريات الشخصية وترهيب للمدنيين.
بغض النظر عن الادعاءات المتعلقة بأنشطة ملهى "ليالي الشرق"، فإن اسلوب التعامل مع هذا الملف، والذي قيل إنه بدأ بإقتحام غير قانوني، يمثل تعدياً على الحريات الشخصية وترهيباً للمدنيين. إن افتراض الذنب قبل التحقيق القضائي، واستخدام القوة خارج إطار القانون يشير إلى قمع للحريات وتجاوز للسلطة. ويبقى رواد هذه الأماكن لهم الحق في اختيار اماكن قضاء اوقاتهم، ولا يجوز تحميلهم مسؤولية أفعال مزعومة لإدارة المكان أو أخرين.
محاولات التستر و التضليل واستغلال الاحداث لقمع الاصوات و الحريات.
إن محاولة إدارة "ليالي الشرق" نشر فيديو قديم بعد فشل مفاوضاتها مع السلطات، بغض النظر عن دوافعها، لا يجب ان تصرف الانتباه عن حقيقة أن التعامل الأولي مع القضية ربما شابته تجاوزات. ان اسغلال مثل هذه الاحداث من قبل السلطات لتبرير حملات قمع أو تضيق على الحريات العامة أمر مرفوض. يجب ان يكون التعامل مع اي مخالفات قانونياً و شفافاً، لا ان يتحول إلى ذريعة لانتهاك حقوق الافراد وترهيبهم.
مسؤولية الدولة في حماية الحريات وضمان سيادة القانون.
ان وقوع جريمة القتل المروعة في ملهى الكروان، والأسلوب الذي تعاملت به بعض الاطراف مع قضية "ليالي الشرق"، يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الدولة في حماية حريات المواطنين وضمان تطبيق القانون على الجميع بعدالة و شفافية. لا يجوز السماح لأي طرف، تحت أي ذريعة، بتجاوز القانون أو ترهيب الأفراد أو مصادرة حقهم في اختيار اماكن ترفيههم او ممارسة حرياتهم الشخصية ضمن الاطر القانونية.
صوت الحرية و العدالة ورفض القمع والدفاع عن كرامة الانسان في سوريا.
إن ما حدث في دمشق يستدعي وقفة جادة للدفاع عن حريات الأفراد وكرامتهم الإنسانية. يجب أن يكون صوتنا عالياً في وجه اي محاولة للقمع والترهيب أو الانتقاص من حقوق الناس. إن المدان الحقيقي هو من يعتدي على الاخرين أو يتجاوز القانون أو يستغل سلطته في قمع الحريات. أما الأفراد الذين يمارسون حياتهم ضمن الأطر القانونية، فهم يستحقون الحماية والاحترام، ولا يجوز تحميلهم وزر أفعال الاخرين أو التعدي على حرياتهم تحت أي مبرر كان.
لطفاً أكتب تعليقك هنا