دودة الحشد الخريفية آفة عابرة للحدود تهدد الأمن الغذائي
دودة الحشد الربيعي هي آفة زراعية، و يمكن انتقالها بسرعة عبر حدود الدول و تهاجم مجموعة متنوعة من المحاصيل، بما في ذلك الذرة و محاصيل أخرى من الحبوب. موطنها الأصلي في المناطق الطبيعية في الأمريكتين، ولكنها أثبتت وجودها و بصحة جيدة في السنوات الأخيرة، في آسيا و أستراليا.
![]() |
دودة الحشد الخريفية. |
تكاثر دودة الحشد الخريفية |
تعزى سرعة الانتشار دودة الحشد الربيعية او الخريفية إلى قدرتها على الطيران لفترة طويلة، و قادرة على انتاج البيض بشكل كبير. يمكن أن تضع الأنثى ما يصل إلى 1000 بيضة، والتي يمكن أن تفقس في غضون أيام قليلة.
دودة الحشد الربيعي او الخريفي تسبب الأضرار الجسيمة للمزارعين و بالتالي على الثروة النباتية الوطنية العامة، ويمكن أن تسبب في تدهور اقتصادي كبير للدول. ففي عام 2017، ساهمت هذه الآفة في تخسير الدول مليارات الدولارات في جميع أنحاء العالم.
تتعاون منظمة الأغذية العالمية (الفاو) التابعة للأمم المتحدة، مع الحكومات و الجهات الفاعلة الأخرى، في سبيل القضاء على دودة الحشد الخريفي. تتضمن هذه البرامج تنفيذ برامج التوعية الفعالة، و تنفيذ الدورات التدريبة لمكافحة هذه الآفة الخطيرة.
ما هي الظروف المناخية لانتشار دودة الحشد الخريفية.
تفضل دودة الحشد الخريفية الأماكن الدافئة الرطبة، و تهاجر عندما يحل فصل الشتاء إلى المناطق الدافئة. و لا تتحمل الحشرة درجات البرودة الشديدة والحرارة العالية، فهي تنشط ضمن نطاقات حرارة معينة نوضحها أدناه:
و الحد الأعلى لدرجة الحرارة التي تتحملها دودة الحشد الخريفية هو 40-38 درجة مئوية. درجة الحرارة المثالية لحياة و نمو يرقات دودة الحشد الخريفية هي 28 درجة مئوية.
يعتمد تكاثر و تطور دودة الحشد الخريفية على الظروف البيئية بشكل كبير. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يستمر تكاثر دودة الحشد الخريفية لتنتج أربعة إلى ستة أجيال في السنة في المناطق المدارية، بينما تنتج فقط جيلاً أو جيلين في المناطق الشمالية من الأمريكتين. و من المعروف أن الآفة تقضي فترة التشتية فقط في جنوب تكساس و فلوريدا.
عوائل حشرة دودة الحشد الخريفية.
يمكن أن تتغذى يرقات دودة الحشد الخريفية على مجموعة واسعة من النباتات، بما في ذلك المحاصيل الغذائية والحبوب والخضروات والحشائش.
عدد العوائل النباتية
وفقًا لدراسة أجرتها van der Gaag and van der Straten عام 2017، فإن عدد العوائل النباتية لدودة الحشد في شمال و وسط أمريكا هو 186 نوعًا نباتيًا تنتمي إلى 42 عائلة. بينما أثبتت دراسة مرجعية أجراها Montezano et al. عام 2018 في البرازيل أن يرقات الحشرة يمكن أن تتغذى على 353 عائلة تنتمي إلى 76 عائلة.
أهم العوائل النباتية
تشمل أهم العوائل النباتية التي تتغذى عليها يرقات دودة الحشد الخريفية ما يلي:
- العائلة النجيلية (Poaceae/Gramineae): 106 نوعًا
- العائلة الأسترية (Asteraceae): 31 نوعًا
- العائلة البقولية (Fabaceae): 31 نوعًا
الضرر الذي تسببه يرقات دودة الحشد الخريفية.
يمكن أن تتغذى يرقات دودة الحشد الخريفية على مجموعة واسعة من النباتات، بما في ذلك المحاصيل الغذائية والحبوب والخضروات والحشائش. ومع ذلك، فإنها تفضل بشكل خاص النباتات ذات الأوراق الخضراء الداكنة، مثل الذرة و الفول السوداني و فول الصويا. يرجع ذلك إلى أن هذه النباتات تحتوي على نسبة عالية من الكلوروفيل، و هو عنصر غذائي مهم لنمو اليرقات.
دراسات أخرى
تعتمد المنظمات الدولية في أرشيفها العلمي أو الإرشادي على عدد من العوائل المهمة التي تتغذى عليها يرقات الحشرة بكل أطوارها الستة، و التي تقدر بحوالي 100-80 عائلة نباتية أغلبها من النجيليات و الخضروات وتفضل بشراهة الذرة الشامية و الرفيعة و الأرز و القصب السكري و الدخن و القمح و القطن و فول الصويا.
دراسة تجريبية
أجرينا دراسة تجريبية في المختبر تحت ظروف درجة حرارة الغرفة، وجدنا خلالها أن اليرقات تتغذى على كل أنواع الأعشاب التي قدمنا لها، واختلف لون اليرقة وبرازها حسب نوع الغذاء المقدم لها.
عوائل دودة الحشد الخريفية: تهديد مزدوج للأمن الغذائي والتنوع البيولوجي
تعد دودة الحشد الخريفية (Spodoptera frugiperda) واحدة من أكثر الآفات الزراعية تدميراً في العالم. يمكن أن تتغذى يرقات هذه الحشرة على مجموعة واسعة من النباتات، بما في ذلك المحاصيل الغذائية و الحبوب و الخضروات و الحشائش.
من ناحية الأمن الغذائي، يمكن أن تتسبب دودة الحشد الخريفية في خسائر كبيرة في المحاصيل الغذائية. في عام 2022، تسببت هذه الحشرة في خسائر بقيمة 10 مليارات دولار في المحاصيل في الولايات المتحدة وحدها. في إفريقيا، تسببت هذه الحشرة في خسائر بقيمة 5 مليارات دولار في المحاصيل في عام 2021.
هناك عدد من الطرق للتحكم في دودة الحشد الخريفية، بما في ذلك استخدام المبيدات الحشرية و المكافحة البيولوجية والممارسات الزراعية الجيدة. و مع ذلك، فإن هذه الأساليب قد تكون مكلفة وغير فعالة و كافية في بعض الحالات.
يعد البحث عن طرق جديدة للتحكم في دودة الحشد الخريفية أمرًا ضروريًا للحفاظ على إنتاجية المحاصيل و ضمان الأمن الغذائي و التنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم.
كتاب المصدر اضغط هنا
لطفاً أكتب تعليقك هنا