مهرجان نادي القبح في ايطاليا.

 نادي القبح الايطالي صوت القبيحين.

مهرجان القبح يقام سنوياً في مقر نادي القبيحين في قرية بيوبيكو Biobico الايطالية و التي يبلغ عدد سكانها 2000 نسمة،و التي باتت تمثل معقل مناوئة معايير الجمال في ايطاليا.

مهرجان نادي القبح في ايطاليا

مهرجان القبح هو مهرجان ثقافي اجتماعي، يغازل القبيحين و يتعاطف معهم، يهدف هذا النادي الى اعطاء القبيحين حقهم من الرعاية و الاهتمام، الذين حرمهم منها المجتمع الذي يتغنى دائماً بالجمال و معاييره.

لقد نشأ النادي منذ ما يقرب من 150 عاما مضت، و لقد اسس في عام 1879على انه نادي يهتم بالعوانس من الفتيات و النساء القبيحات اللواتي تقدم بهن السن دون ان يتزوجن بسبب قبحهن، و كان دور النادي ان يبحث لهن عن رجال يقبلون بالزواج من هؤلاء الفتيات العوانس القبيحات، و بالطبع كان لا يتقدم لهن سوى الرجال القبيحين أيضاً.

و بعد حين تحول النادي الى نادي يضم الكثير من القبيحين من الرجال و النساء، و هذا ما جعل الفكرة تتحول من نطاق الزواج الى نطاق اوسع و ذو معاني اشمل، في حين اكد العديد من الاشخاص ان انضمامهم الى النادي ليس بسبب رغبتهم بالزواج، و إنما لأن النادي يهتم بشأنهم و قضيتهم و معاناتهم، و انهم يجدون فئتهم الاجتماعية بهذا النادي المخصص للقبيحين،

انتخب النادي رئيساً له و صار يستقطب المزيد من الأشخاص القبيحين الذين تعرضوا للتمييز بسبب شكلهم الخارجي القبيح، و الذي بسببه فقد الكثير منهم فرص العمل و تعرض الكثيرون لسماع كلمات قاسية تحكي لهم انهم ذووا شكل قبيح.

جيانينو ألويجي Giannino Alluigi، هو رئيس نادي القبح السابق و الذي استمر في منصبه 11 عاماً، و الذي خسر اليوم منصب رئاسة النادي عبر انتخابات صوت فيها اعضاء النادي القبيحين، و الذين يملكون بطاقات عضوية يمنحها لهم مكتب رئيس النادي، و التي يوجد فيها خمس درجات من القبح و يسجل على البطاقة الممنوحة للعضو درجته في القبح.

تصل الى نادي القبح الكثير من الرسائل المكتوبة لأشخاص قبيحين يطلبون التعاطف و التضامن معهم.

لقد قرأ لنا رئيس نادي القبح رسالة لشخص اسمه ( ستيفانو ) انه رجل قبيح يطلب التضامن معه لينضم لعضوية النادي، فقال الرجل في رسالته، انا رجل عمري 29 سنة و انا ذو شكل قبيح، و لا اجد انثى تقبل بصداقتي او التقرب مني، انا ليس لدي اصدقاء بسبب قبحي و لا استطيع ايجاد فرصة للعمل.

و يقول ستيفانو الرجل القبيح في رسالته، انني ذو قامة قصيرة و عينان بارزتان و شعر أجعد و أنفي طويل و عضلاتي ضامرة و لم امارس الجنس طوال حياتي، ارجو من نادي القبيحين أن يشعر بما أشعر به، فأنا اتمنى كل ليلة أن انام و لا أصحو من نومي.

 يطلب الكثيرون ممن هم مثل هذا الرجل الوقوف معهم و مواساتهم لانهم قبحاء الشكل.

في بلدة ( فانو ) في ايطاليا يعيش اقبح رجل في ايطاليا اسمه ( بولدو Boldo ).

يقول انه بقي يعاني من الوحدة حتى إنضم الى نادي القبحاء، فلقد تعرض لحادث سير مميت و بقي في غيبوبة لمدة 55 يوما في المستشفى، و عندما افاق علم انه تم إجراء 10 عمليات جراحية له في و جهه، و تم قطع ساقه اليسرى من الفخذ.

لقد كتبت عنه العديد من الصحف الايطالية، و طبعت صورته على خلفية اوراق التقويم، و التي بيع منها 150 الف نسخة هذا العام، و يقول انه يخشى ان يأتي من هو أقبح منه و ينتزع منه لقبه الذي ناله منذ عام 2019 و الذي مازال الى هذه اللحظة هو صاحب هذا اللقب كأقبح رجل في ايطاليا.

يقوم نادي القبحاء كل 4 سنوات باقامة حفل و مهرجان انتخابي بأجواء يسودها الفرح و الرقص و الصخب، يتم فيه انتخاب رئيس جديد لنادي القبيحين، و في ذات المهرجان تتم المنافسة على لقب اقبح رجل لأربع سنوات قادمة، و يحضر هذا المهرجان حوالي 6000 شخص، بعضهم يقطع الاف الاميال لحضور المهرجان.

مهمة نادي القبح

ان نادي القبح في ايطاليا يبادر بمحاولاته و مبادئه لرأب صدع اجتماعي خلفته نظرة قاسية سطحية، تسبب لكثير من الاشخاص المعاناة و العزلة، و الذين لا يملكون لانفسهم شيئاً ليغيروا شكلهم القبيح.

يرتفع شعار نادي القبحاء و هو يقول ان اقبح القبح في الانسان هو قبح الروح و ان المعايير الاجتماعية السائدة فيها الكثير من الظلم و الأسى لفئة لا تملك من امر جمالها شيئاً.

ان نادي القبحاء هو لفتة انسانية عمرها 150 عاماً، يسلط الاضواء على حالة اجتماعية مؤلمة لفئة من المجتمع الذين استطاعوا صنع جمالهم الخاص بهم، و اضاف قيمة اجتماعية نبيلة مناهضة لمعايير اجتماعية قاهرة و ظالمة. 

تعديل المقال