ماذا يحدث في سوريا و ما هي الروابط بين التحركات الامنية و الشعبية و العسكرية

 ماذا يجري في سوريا الان

تشتعل منذ اكثر من 10 ايام مظاهرات في مدينة السويداء السورية الواقعة في الجنوب السوري، و في 20 / 8 / 2023 حيث انطلقت اولى المظاهرات في مدينة السويداء، رافعة مطالب جذرية تستهدف راس النظام السوري، مطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

ماذا يجري في سوريا الان الحرب السورية المستمرة

و في ذات الحين كانت الاصوات تتعالى في الساحل السوري، و التي هي معقل انصار الاسد مطالبة بشار الاسد بالتخلي عن السلطة، ان هذه الحالة فرضت نظرة جديدة على الواقع السوري و معطيات مهمة في مسيرة التحرر السوري المستمرة منذ اكثر من 12 عاماً.

و في ذات الحين تبعتها تحركات عسكرية في الشرق السوري، في المنطقة التي يسيطر عليها الاكراد و هي المنطقة الأكثر ثروات في الجغرافية السورية.

نريد التعمق اكثر في هذه الاحداث المتتالية، و التي قد تكون مترابطة او غير مترابطة، ان البداية كانت من اصوات على مستوى فردي في الساحل السوري تنادي بتخلي الرئيس السوري بشار الاسد عن الحكم.

ان هذه الاصوات محل اهتمام المراقبون للوضع السوري، كونها تشكل اختراقاً امنياً كبيراً من منظور قوى الامن السوري و افرع المخابرات السورية، و لكن ما مدى مصداقية هذه الاصوات، و ما مدى عمالة بعضها.

يقول المراقبون انه و بكل تاكيد، لا تخلو هذه الاصوات من الصادقين في مطالبهم و رغبتهم الحقيقية في التخلص من بشار الاسد، الذي دمر سوريا و جلب لها الاحتلالات الاجنبية، و في نفس الوقت لا بد من الانتباه لهؤلاء الأشخاص الذين يعملون في سرا لصالح النظام السوري، و رغم انهم يُروجون انفسهم على انهم مناهضين لبقاء الاسد في سدة الحكم.

يهدف هؤلاء و من خلفهم النظام السوري، ان يبرزوا و كانهم اصوات مناهضة لبشار الاسد، و عندما يصبحون مشهورين بهذا التوجه، فإنهم سيكونون لاحقاً بمكانة تمكنهم من توجيه دفة القيادة، لأي تحرك شعبي حقيقي قد يكون مؤثراً على الأرض نحو اتجاه مغاير عن المقاصد الرئيسية التي خرجت المظاهرات لأجلها.

و بالتالي عندما يكون راس هذا التحرك عميلاً لجهة بشار الاسد، فانه سوف يقود التحركات، و يسهل عليه لاحقاً السيطرة و التحكم بهذا الحراك، و في النهاية الاطباق على هذا الحراك و قتله قبل ان يصل غايته.

و من نظرة سياسية يكون من ضمن الفوائد التي يأملها صانعوا هؤلاء العملاء، هي اعطائهم المكانة العليا و الصدارة فيكون المناهضون الحقيقيون تحت تصرفهم و ادارتهم، و بالتالي هم تحت سيطرة النظام و هم لا يعلمون.

ان الاصوات المناهضة القادمة من الساحل السوري، اعطت رسالة لأهالي السويداء ان النظام منهار تماماً، و حان الوقت لان يواجهه الجميع، نلقى اهالي السويداء الرسالة و فهموها، و مفادها ان مركب نظام اسد بدأت تغرق، و يجب على الجميع القفز منها للنجاة.

و يعتقد المراقبون ان ما اعطى دفعاً بهذا الاتجاه هو التنسيق المحتمل بين وجهاء مدينة السويداء، و قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، و لقد تعهدت قوات سوريا الديمقراطية بدعم حراك اهالي السويداء، و الذي طمأنهم اكثر هو ان بعض المظاهرات التي بدات تظهر في عدد من المدن السورية الخاضعة تحت سيطرة النظام السوري.

و ايضاً لقد خرجت العديد من المظاهرات الكبيرة في المناطق المحررة من النظام السوري في الشمال السوري تؤيد و تدعم الحراك الشعبي في السويداء.

الجدير بالذكر ان السويداء تنمي الى طائفة الدروز في غالبيتها، و لقد كان موقف اهالي السويداء طوال عمر الثورة السورية هو الوقوف على الحياد من كل اطراف الصراع.

لقد كان توجه اهالي السويداء الى منع ابنائهم من الانخراط بقوى الامن و الجيش السوري الذي دخل في حرب مع شعبه للحفاظ على بشار الاسد رئيساً لسوريا و بالقوة العسكرية.

و بعد 12 عام من اندلاع الثورة السورية، وصلت الحياة المدنية في مناطق سيطرة النظام السوري الى حد الانهيار، حيث ان اجر الموظف او العسكري وصل الى قيمة 20 دولار، ما جعل غضب الحاضنة الشعبية للنظام يتنامى تجاه الحال المتردية، و صار الموالون و المحايدون يطالبون برحيل الاسد عن السلطة.

المعارك في المناطق الشرقية من سوريا بين العشائر و قوات سوريا الديمقراطية ( قسد )

احمد الخبيل الملقب ابو خولة.

اعتقلته قوات قسد عندما كان يحضر اجتماعا لقادة المجالس العسكرية، و ابو خولة هو قائد المجلس العسكري لدير الزور المدينة الواقعة في الشرق السوري.

و على اثر اعتقال ابو خولة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، قامت العديد من العشائر العربية برفع سلاحها بوجه قوات سوريا الديمقراطية مطالبة بالافراج عن قائد مجلس دير الزور العسكري ابو خولة، و لكن قوات سوريا الديمقراطية لم تستجب لمطالب ابناء العشائر العربية فاندلعت المعارك بين الطرفين منذ عدة ايام و تستمر الى هذا اليوم.

قوات سوريا الديمقراطية.

 هي تشكيل عسكري من عدة فصائل منها العربية و منها الكردية، و لكن قيادة هذا الفصيل العليا هي من الاكراد و قائدها العام هو مظلوم عبدي، و تضم قوات سوريا الديمقراطية فصائل ارهابية بالتصنيف العالمي و الاممي، مثل . حزب ال pkk و ybd المصنفتين كمنظمتين ارهابيتين في مجلس الامن الدولي.
كما ان الجمهورية التركية خاضت عدة مواجهات مع الفصائل الكردية الارهابية المسلحة، بعد ان قامت هذه الفصائل بعمليات ارهابية عديدة داخل الاراضي التركية و سقط العديد من الضحايا بسبب هذه العمليات الارهابية.

تهدف هذه القوات الى اقامة دولة كردية انفصالية مستقلة، على ارض من عدة دول، مثل سوريا و العراق و تركيا و ايران، و الجدير بالذكر ان التواجد الكردي في سوريا العربية لا يتجاوز 300 عام على اعلى تقدير و حسبما يقول المؤرخون.

تعديل المقال